السودان: الجيش يتلقى هزيمة أمام "قوات الدعم السريع" قد تُخسره أي وجود له في شمال دارفور
Description
أعلنت قوات الدعم السريع المناوئة للجيش السوداني سيطرتها يوم الأحد في 26 تشرين الأول/ أكتوبر 2025 على مقر قيادة الجيش في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وقالت لاحقا إنها سيطرت على مجمل الولاية، لكن الجيش والقوات المشتركة التي تسانده ردّا بهجمات مضادة، وبأن القتال مستمر في معظم المناطق.
كان الجيش استبق هجوم قوات الدعم فجر أمس بالانسحاب وإعادة نشر قواته. وقبل ذلك، كانت قوات الدعم أكدت سيطرتها على مدينة بارا في ولاية شمال كردفان المتاخمة.
جاء هذا التصعيد بعد اختتام اجتماعات في واشنطن للمجموعة الرباعية المعنية بالسودان، وتضم الولايات المتحدة ومصر والسعودية والإمارات، ودعي إليها ممثلون عن طرفي الصراع، لكنها لم تحقق أي تقدم، كما فشلت في انتزاع هدنة إنسانية.
وتؤدي السيطرة على الفاشر، بعد حصارها طوال 18 شهرا، إلى إخراج الجيش من آخر مدينة رئيسية يسيطر عليها في اقليم دارفور غربي السودان. كما تعزز موقع قوات الدعم السريع والحكومة الموازية التي أنشأتها، لكنها تضاعف مخاطر تقسيم البلاد ما لم تنجح الجهود الدولية في الضغط على الطرفين لوقف إطلاق النار وإتاحة الانتقال الى حل سياسي للازمة.
وقال مسعد بولس المستشار الأمريكي للشؤون العربية والافريقية إن الرباعية ستشكل لجنة مشتركة للتنسيق حول الأولويات العاجلة في السودان. وأفاد بأنها ناقشت سبل الحد من التدخلات الخارجية في النزاع السوداني، مؤكدا أن المجموعة ترى ضرورة الدفع باتجاه عملية انتقال سياسي تقود الى حكم مدني شامل.
وفيما تؤيد الأحزاب السودانية هذا التوجه، إلا أن تأثيرها محدود حاليا بسبب الصراع العسكري. وبالنسبة الى الخبراء، فإن خسارة الجيش سيطرته على الفاشر لا تشكل تحولا كبيرا في طبيعة الأزمة، لكنها تعني أن الدول الداعمة لقوات الدعم السريع واصلت تسليحها لتعوّض خسارتها الخرطوم في آذار/ مارس الماضي، وربما لتوسّع لاحقا نطاق هجماتها وتعاود تهديد العاصمة.




